الملاريا هي مرض خطير يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب. وهو ناتج عن طفيليات تنتقل عن طريق لدغات البعوض الأنوفيلس الإناث المصابة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم تقدير حوالي 229 مليون حالة من الملاريا في جميع أنحاء العالم في عام 2019، مع حوالي 409,000 حالة وفاة. وفي حين أن العلاجات الأساسية للملاريا تشمل حاليًا الأدوية مثل الكلوروكين وعلاجات الجمع بين الآرتيميسين، هناك اهتمام متزايد في استكشاف علاجات بديلة، بما في ذلك القنب.
أظهرت الدراسات أن القنب قد يكون له خصائص مضادة للملاريا، مما يجعله علاجًا واحترازًا محتملًا. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن مركب الكانابيديول (CBD) فعال في قتل طفيلي البلازموديوم فالسيبروم، المسؤول عن أشكال الملاريا الأكثر فتكًا. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الـ CBD فاعلية الآرتيميسين، وهو دواء شائع لعلاج الملاريا. هذا يشير إلى أن مزيجًا من الـ CBD والآرتيميسين يمكن أن يشكل علاجًا مضادًا للملاريا قويًا.
وجدت دراسة أخرى أن الجرعات المنخفضة من مركب التتراهيدروكانابينول (THC)، المركب المؤثر عقلياً في القنب، تقلل من الإصابة بالملاريا في الفئران. واقترح الباحثون أن الـ THC قد يعمل عن طريق قمع استجابة الجهاز المناعي للطفيلي. ومع ذلك، يحتاج المزيد من البحث لفهم إمكانية الـ THC في الوقاية من الملاريا وعلاجها.
من اللافت للانتباه أن استخدام القنب في علاج الملاريا يعود إلى قرون مضت، مع تطبيقات تاريخية في الطب الصيني والهندي. على سبيل المثال، في الطب التقليدي الصيني، تم استخدام القنب لعلاج الحمى، وهي أحد أعراض الملاريا الشائعة. وبالمثل، في الطب الأيورفيدي، النظام التقليدي للطب في الهند، تم استخدام القنب لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك الملاريا. وعلى الرغم من أن هذه الاستخدامات التاريخية للقنب شيقة، فإنه يجب إجراء المزيد من البحوث لتحديد فعاليته في علاج الملاريا.
في الختام، أظهر القنب إمكانات كعلاج واحتراز للملاريا، حيث يظهر كل من الـ CBD والـ THC خصائص مضادة للملاريا. ومع ذلك، يتطلب المزيد من البحوث لتحديد فعاليته وسلامته. ومع ذلك، تقدم هذه النتائج أملاً في العلاجات البديلة والإجراءات الوقائية، خاصة في ظل انتشار سلالات الملاريا المقاومة للعقاقير بشكل متزايد. ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أنه على الرغم من وجود استخدامات تاريخية للقنب في علاج الملاريا، يجب إجراء بحوث حديثة لفهم إمكانيته في الطب المعاصر.