ظاهرة الشهية المفتوحة التي تنتج عن تدخين الماريجوانا تقدم رؤى قيمة حول قدرة دماغنا على تجربة الفرح والسعادة، وكذلك دوره في منع السمنة والاكتئاب. يُعتقد أن الرغبة في الطعام أثناء تأثير الماريجوانا تنبع من تنشيط مستقبلات الماريجوانا في مراكز الأكل بالدماغ. أصبح العلماء مهتمين بهذا الموضوع وأجروا تجارب سريرية باستخدام دواء جديد يُدعى ريمونابانت، يمنع مستقبلات الماريجوانا في الدماغ، بهدف تقليل استهلاك الطعام ومساعدة المرضى البدناء. كانت النتائج المبكرة واعدة، حيث أفاد المشاركون بتقليل الرغبة في الطعام وانخفاض الاهتمام بمواد أخرى مثل الكحول والسجائر والكوكايين. أثارت الفوائد المحتملة للدواء، خاصة مع وجود المخاطر الكبيرة المرتبطة بالسمنة، حماسًا كبيرًا في المجتمع الطبي.
بعد استخدام طويل الأمد للريمونابانت، أبلغ المرضى عن آثار جانبية خطيرة بما في ذلك الاكتئاب الشديد وأفكار الانتحار. يبدو أن الدواء قام بحجب نوع واحد معين من مستقبلات الماريجوانا في الدماغ بشكل فعال للغاية، مما تسبب للمرضى في فقدان قدرتهم على تجربة المتعة. تشير هذه الاكتشافات إلى أن نظام الماريجوانا الطبيعي لدينا يلعب دورًا في تنظيم المزاج والمتعة، وحجبه يمكن أن يكون له عواقب خطيرة.
دراسة الشهية المفتوحة أدت إلى اكتشاف ارتباطات مثيرة للاهتمام بين نظام الماريجوانا في الدماغ والأدوية المضادة للاكتئاب.
لا يزال السبب وراء الشعور بالحزن واليأس المرتبط بالاكتئاب غير واضح، ولكن هناك عدد من التغيرات الكيميائية التي تحدث في الدماغ خلال فترات الاكتئاب. تم اكتشاف أن مضادات الاكتئاب مثل بروزاك وزولوفت تزيد من معدل تكوين الخلايا العصبية في القرنية، مما يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب. ومع ذلك، تم اكتشاف أن دواءًا يُدعى ريمونابانت الذي كان فعالًا في تقليل رغبة الطعام قلل أيضًا من تكوين الخلايا العصبية، مما أدى إلى الاكتئاب وأفكار الانتحار في بعض المرضى. من ناحية أخرى، أظهرت بحوث مختبري أن جرعة صغيرة يومية من الماريجوانا يمكن أن تعكس في الواقع التراجع المرتبط بالعمر في تكوين الخلايا العصبية، مما يوفر نهجًا جديدًا لعلاج الاكتئاب.
تسلط هذه الدراسات الضوء على أهمية نظام الناقلات العصبية للماريجوانا في تنظيم الجوع والسعادة والعمليات العصبية الطبيعية مثل تكوين الخلايا العصبية. في حين أن من المؤذي حظر هذا النظام باستمرار باستخدام أدوية مثل الريمونابانت، إلا أننا لا نعرف بعد ما إذا كان من المؤذي أيضًا تحفيزه باستمرار. هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم تمامًا آثار الماريجوانا على الدماغ وإمكانية استخدامها في علاج الاكتئاب.